قال الله سبحانه مجيباً ومبيناً كذبهم:{وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ}[سبأ:٤٤] فهم قالوا: {بَلْ قَالُوا إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ}[الزخرف:٢٢]، فلا آثار عندهم على ذلك، ولا أدلة لهم على أنهم كانوا على حق، هل معهم كتاب من عند الله سبحانه يبين لهم هذا الذي يدعونه؟ قال سبحانه:: {وَمَا آتَيْنَاهُمْ مِنْ كُتُبٍ يَدْرُسُونَهَا}[سبأ:٤٤] أي: من عندنا، لم ننزل عليهم قبل ذلك كتاباً من الكتب ويقولون: عندنا آثار من علم، فائتوا بهذه الكتب إن كنتم صادقين.
قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ}[سبأ:٤٤] أي: لم نرسل في هؤلاء العرب قبلك من نذير، كان في الماضي إبراهيم أبو الأنبياء على نبينا وعليه الصلاة والسلام في العراق، ثم رحل إلى الشام على نبينا وعليه الصلاة والسلام، ثم ذهب إلى مكة فبنى هذه الكعبة ورجع إلى الشام، وكان إسماعيل في مكة على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وكان على الملة وعلى الدين، أما هؤلاء العرب أهل الفترة لم يكن فيهم نذير قبلك، فأنت أول من جاء إليهم.
قال تعالى:{وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ}[سبأ:٤٤] قراءة حمزة ويعقوب: (إليهُم)، مثل (عليهُم)(إليهُم)(لديهُم) وباقي القراء يقرءون: (إليهِم)(لديهِم)(عليهِم).
قال سبحانه:{وَمَا أَرْسَلْنَا إِلَيْهِمْ قَبْلَكَ مِنْ نَذِيرٍ}[سبأ:٤٤] أي: منذر ينذرهم، ونبي ينذرهم ويخوفهم بعقوبة الله سبحانه على شركهم.