[تفسير قوله تعالى:(حتى إذا أخذنا مترفيهم بالعذاب إذا هم يجأرون)]
قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ}[المؤمنون:٦٤] والمترفون من الناس هم المنعمون، وهؤلاء أكثر الناس عدم استجابة لأنبياء الله عليهم الصلاة والسلام، فكلما كانوا في دعة وفي رغد من العيش وفي علو في المناصب كلما كان إعراضهم أشد وبعدهم عن الدين أكثر، فهم فيما نعمهم الله عز وجل فيه مبسوطون بهذا الشيء مسرورون به، لا يريدون أن يدخلوا في دين النبي صلى الله عليه وسلم، حتى لا ينقص شيئ في هذه الدنيا من رئاستهم وعلوهم، فالله عز وجل يملي لهم حتى إذا أخذهم لم يفلتهم.
ومعنى قوله تعالى:(حَتَّى إِذَا أَخَذْنَا مُتْرَفِيهِمْ بِالْعَذَابِ إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ) أي: كلما يأتيهم العذاب من عند الله سبحانه في أي صورة من صوره كالقتل في يوم بدر وغيرها من أيام نصر المؤمنين عليهم فأخذهم الله عز وجل بهذا العذاب.
قال تعالى:((إِذَا هُمْ يَجْأَرُونَ)) أي: كلما أتاهم شيء من عذاب الله عز وجل فإنهم يصرخون ويضجون ويستغيثون أن يكشف عنهم هذا العذاب مع أنهم في كفرهم وضلالهم.