قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث:(واليمين الغموس)، وهي مأخوذة من الغمس، فاليمين الغموس تغمس صاحبها في النار والعياذ بالله.
واليمين الغموس أن يأخذ الإنسان الشيء أو يفعل الفعل ثم ينكر ويحلف بالله أنه ما فعل ذلك، ليقتطع مال امرئ مسلم بعير حق، أو رجل آخر يأخذ وديعة من رجل آخر، فيأخذ الوديعة ويصرفها على نفسه، ولما يأتي صاحبها ويطلب حقه ينكره ويقول: لم تعطني شيئاً، أو متى أعطيتني؟ فيقول صاحب الوديعة: والله لقد أعطيتك ويحلف عليه، فيقول الذي أخذ الوديعة: والله ما أخذت منك شيئاً، فيحلف ليستحل مال المسلم، فإذا فعل ذلك استحق أن ينزل ويحل في نار جهنم والعياذ بالله باليمين الغموس.
واليمين الغموس لا كفارة لها؛ لأنها ذنب أعظم من أن تقول: أصوم وأنجو من العذاب، فإنها لا كفارة لها إلا أن تدركك رحمة الله سبحانه وتعالى، فتتوب وتعيد الحقوق لأصحابها، وإلا يعذبك الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم:(وما حلف حالف بالله يمين صبر فأدخل فيها مثل جناح بعوضة)، أي: شيء تافه لا قيمة له، أخذ من الآخر شيئاً بسيطاً من ماله ثم حلف بالله أنه لم يأخذ شيئاً واستهان بذلك، قال صلى الله عليه وسلم:(إلا جعلت نكتة - نقطة سوداء- في قلبه إلى يوم القيامة).
ومن الكبائر التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم وحرمها ومنعنا منها: الرشوة، وقد ذكر القرآن عن اليهود أنهم كانوا يأكلون السحت، وأنهم كانوا يتعاملون بالرشوة، فالرشوة من الكبائر، وأكل السحت من الكبائر، والإنسان قد يقع فيما حرم الله سبحانه وتعالى فيتحمل الوعيد من الله عز وجل، قال تعالى:{وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}[المائدة:٣٨]، وكذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم:(والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، والله لا يؤمن، قالوا: من يا رسول الله؟! قال: من لا يأمن جاره بوائقه)، فهو إنسان شرير يخيف الجيران فيكون الجار خائفاً منه أن يسرقه أو يؤذيه أو يضرب عياله، فمثل هذا قد نزع النبي صلى الله عليه وسلم منه الإيمان وقال:(والله لا يؤمن)، فهذا الجار المؤذي قد استحق بهذه الخصال الشريرة أن يكون مرتكباً لكبيرة من الكبائر.
قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر:(لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن، ولا يشرب الخمر حين يشربها وهو مؤمن، ولا يسرق السرقة وهو مؤمن، ولا ينتهب نهبة يرفع الناس إليه فيها أبصارهم وهو مؤمن) إذاً: هؤلاء وقعوا في جرائم، فهو إنسان سارق، وإنسان منتهك، وإنسان مختلس، وإنسان مغتصب وقعوا في كبائر، وليس عندهم إيمان في حال وقوعهم في هذه الكبائر.