إذا ترك المسلمون مصاحفهم وتركوا دينهم وراء أظهرهم واهتموا بتزويق المصاحف جاءهم الهلاك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم:(إذا حليتم مصاحفكم وتفاخرتم بمساجدكم فالدمار عليكم).
فإذا كان اهتمام الإنسان بشكل المصحف وورقه وجلده وحجمه، ولا يعرف ما فيه ولا يقرأ آياته، وكذلك اهتمامه بزخرفة المسجد ولا يصلي فيه، قال:(فالدمار عليكم) أي: لا تستحقون أن تعيشوا ولا تستحقون أن تنصروا فالدمار عليكم؛ لأنهم اهتموا بما لم يؤمروا به، وإنما أمروا بما في كتاب الله عز وجل أن يحفظوه وأن يعملوا به.
قال النبي صلى الله عليه وسلم:(لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد)، (لا تقوم الساعة حتى لا يقال في الأرض الله الله)، وقال:(لا تقوم الساعة حتى لا يحج البيت) فهناك أشياء تسبب فيها المسلمون أنفسهم فأعطوا ظهورهم لكتاب الله عز وجل لم يتعلموه ولم يعملوا به، فيأتي عليهم زمان يرفع القرآن فيصبحون ولا يجدون هذا المصحف العظيم، فهو من الله جاء وإلى الله عز وجل يرجع مرة ثانية.
ثم بعد ذلك يتهارجون تهارج الحمر، يصبحون كالوحوش في الغابات، ليس عندهم كتاب من الله عز وجل، والكعبة تهدم ولا يعرفون الصلاة حتى إن الناس ليقولون: سمعنا الناس يقولون ذلك، أو أن الرجل يذكر عن أجداده أنه سمعهم يقولون: الله الله، ففي النهاية أخذ الله تعالى منهم ما نزل عليهم.
لذلك المسلم الآن في رحمة من الله عز وجل، عنده كتاب الله، وعنده المساجد، والكعبة موجودة، فلا يفرط في هذه الأشياء بل يحرص على أداء ما أمره الله عز وجل بأدائه.