[تفسير قوله تعالى:(ألم تر أن الفلك تجري في البحر بنعمة الله)]
يقول الله لعباده:{أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ}[لقمان:٣١].
وهنا آية من آيات الله سبحانه وتعالى، كقوله تعالى:{وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ فَأَيَّ آيَاتِ اللَّهِ تُنكِرُونَ}[غافر:٨١] أي آية من هذه الآيات تنكرونها؟ فقوله:((أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي)) الفلك: هي السفن، تجري في البحر بنعمة الله، أي: بفضله سبحانه سيرها، وسخرها، وسخر الماء، وسخر الرياح، وسخر العقول التي يخترعون بها هذه الآلات، وهذه نعمة من نعم الله عز وجل.
قال سبحانه:((تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَةِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ)) أي: آية الليل والنهار وآية البحار والرياح والسحاب والاهتداء في الطريق في البر والبحر، وآية العقول التي تصنع بها هذه الأشياء، ويسخر الله عز وجل بها ما يشاء، ((إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ)) لمن؟ لمن يتدبر الآيات، {لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ}[لقمان:٣١]، فالإنسان المتهور المندفع لا يفهم، يتكلم كلاماً ولا يفهم ما يقول، كما كان الكفار يفعلون، لكن الإنسان الذي يصبر ويفكر ويتأمل يصل في النهاية إلى حب الله سبحانه، وإلى عبادة الله، وإلى شكر الله، فالصبار من كان عنده صبر ويقين بالله سبحانه وتعالى، وعنده شكر؛ لأنه رأى النعم فشكر الله عز وجل على نعمه.
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.