[تفسير قوله تعالى:(وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله)]
قال الله تعالى:{وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ ذَلِكُمْ اللَّهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ}[الشورى:١٠]، أي: فمهما اختلفتم فيه من شيء فردوا الأمر إلى الله، فهو الذي يحكم بينكم فيما كنتم فيه تختلفون، ولو ترك الإنسان ونفسه وجنسه لظلم الناس بعضهم بعضاً، الإنسان من طبيعته فيه الظلم، فلا يصلح أن يحكم غيره بشريعته وبهواه هو، وبما يريده، فهو مهما ادعى الحق والعدالة والمساواة والحرية وغير ذلك من الكلام الباطل الذي تطلقه عصبة الأمم وتقول: نريد المساواة ونريد الإخاء ونريد ونريد فهذا كلام باطل، صاغه اليهود حتى يلعبوا بالأمم جميعها، يقولون: نحن الذين نقول وأنتم الذين تنفذون، ونحن الذين نحكم وأنتم الذين تكونون وراءنا، نحن لنا الدنيا كلها وليس لكم منها شيء، فصاغوا للناس ما يشتغل الناس به، يريدون الحرية، ويريدون مساواة، ويريدون ديمقراطية، ويريدون كذا ويريدون كذا، وهم بعيدون عن الحق والعدل.