قال تعالى:{وَقَالُوا أَسَاطِيرُ الأَوَّلِينَ اكْتَتَبَهَا}[الفرقان:٥]، يعني: أن النبي صلى الله عليه وسلم طلب من يكتبها له، فأخذ من أساطير الأولين، والأساطير: جمع أسطورة، والأسطورة: الخرافة، والكلام الكثير، والحكايات والأحاديث؛ فقالوا عن النبي صلى الله عليه وسلم: إنه جمع هذه الأشياء، {فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا}[الفرقان:٥]، أي: تلقى عليه، أي: أن هناك أحداً يأتي له بهذه الأشياء ويكتبها له، ثم يلقيها عليه صلى الله عليه وسلم بكرة وأصيلاً، والبكرة: أول النهار، من بعد الفجر إلى طلوع الشمس، والأصيل: بعد العصر وقبل الغروب، فقالوا: هذا هو الوقت الذي لا نراه فيه، بعد الفجر وقبل المغرب عندما تكون الناس منشغلة، فيأتي إليه من يعلمه فيقوله، قال:(فهي تملى)، يعني: ألفوا وزوروا الكلام؛ حتى يصدقهم من يسمعهم، قالوا:((فَهِيَ تُمْلَى عَلَيْهِ بُكْرَةً وَأَصِيلًا)).