كذلك من خصوصياته صلى الله عليه وسلم أنه لا يتزوج بامرأة لا تحب صحبته صلى الله عليه وسلم، وغيره قد يتزوج امرأة تطمع في ماله أو في منصبه ولكن لا تحب صحبته، ويحل له أن يبقى معها، أما النبي صلى الله عليه وسلم فلا، ولذلك المرأة التي قالت للنبي صلى الله عليه وسلم عندما أراد أن يدخل عليها: أعوذ بالله منك، قال:(لقد عذت بمعاذ، الحقي بأهلك)، وقوله:(عذت بمعاذ) يعني الله عز وجل يعيذك ويعصمك، فلن أقربك، وطلقها وفارقها صلوات الله وسلامه عليه.
كذلك امرأة تزوجها النبي صلى الله عليه وسلم فلما جاء ليدخل بها بسط يده إليها فإذا بالمرأة تستنكف وتستكبر عن النبي صلى الله عليه وسلم، فأمر أبا أسيد أن يرجعها لأهلها وقال:(متعها برازقيين وأرجعها إلى أهلها)، وكانت قد قالت له: وهل تهب الملكة نفسها للسوقة! تقول هذا للنبي صلى الله عليه وسلم، فكان جزاؤها أنها لا تستحق أن تكون مع النبي صلى الله عليه وسلم، فظلت تندب حظها حتى ماتت.
فهذه المرأة بعد ذلك علمت أنها فرطت في أمر عظيم وشرف عظيم، وهو أن تكون زوجة للنبي صلى الله عليه وسلم.