[تفسير قوله تعالى:(وقيل ادعوا شركاءكم فدعوهم فلم يستجيبوا لهم)]
قال تعالى:{وَقِيلَ ادْعُوا شُرَكَاءَكُمْ فَدَعَوْهُمْ}[القصص:٦٤].
أي: ادعوا آلهتكم وادعوا الذين كنتم تستعينون بهم في الدنيا، فدعوهم، فهل أجاب أحد أحداً؟ فيبرأ يوم القيامة بعضهم من بعض، فدعوهم يطلبون منهم أن يدافعوا عنهم، فلم يستجيبوا لهم ولم يردوا عليهم، ورأوا العذاب ماثلاً أمام أعينهم فيقولون: يا ليتنا كنا اهتدينا وعرفنا طريق الله سبحانه تبارك وتعالى فاتبعناه.
وقوله تعالى:{لَوْ أَنَّهُمْ كَانُوا يَهْتَدُونَ}[القصص:٦٤] أي: لو اهتدوا ما وصلوا إلى هذا الذي وصلوا إليه، فيتحسرون يوم القيامة فيقولون: يا ليتنا اهتدينا وما ضللنا عن سبيل الله سبحانه، فهذا كأنه من كلامهم، أو أنه من كلام ربنا سبحانه وتعالى أن هؤلاء لو كانوا اهتدوا ما وصلوا إلى ما هم فيه الآن.