قوله تعالى:{وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ}[الأحزاب:٤] فيه دلالة على النهي عن التبني، وكذلك قوله تعالى:{ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}[الأحزاب:٥] فيحرم على المسلم أن يتبنى إنساناً وينسبه لنفسه، ويلزمه أن ينسبه إلى أبيه الحقيقي إذا علم هذا الأمر.
فإن لم يعلم فلا يجوز له أن ينسبه إلى نفسه وإن أخذه ورباه، فيقول: فلان أخي في الله، أو هذا مولاي، فنسبتهم لآبائهم هو الأعدل عند الله سبحانه، وهو الحق الذي أمر الله عز وجل به.
فالإنسان الذي ربيته ليس ابناً لك ويكون هذا معروفاً بين الناس، ولا يتكلم الإنسان بعقله في مثل هذا الشيء، وما أكثر ما يقول الإنسان: الله أعلم، قال تعالى:{أَلا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ}[الملك:١٤].
والصبي الصغير عندما يكبر سيقول للذي رباه: هذا أبي وهذه أمي، وهما ليسا بأبيه ولا أمه، والله أعلم به سبحانه وتعالى.
وهذا الإنسان اليتيم قد جعل الله له أسوة بالنبي صلى الله عليه وسلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان يتيماً، وتربى صلى الله عليه وسلم وهو يتيم، وماتت أمه وهو صغير عليه الصلاة والسلام، ومع ذلك صار سيد الخلق وهو يتيم.