الحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحابته أجمعين.
هذه هي الآيات الأخيرة من هذه السورة الكريمة، سورة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، يخبرنا فيها ربنا تبارك وتعالى عما يكون يوم القيامة من عقوبة لأهل النار، ومن ثواب لأهل الجنة.
فأما المشركون الذين عبدوا غير الله فقد أخبر الله تبارك وتعالى أنه: جعلهم حطباً لجهنم، فقال تعالى:{إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ}[الأنبياء:٩٨] أي: وقود لها، كما قال تعالى:{وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ}[البقرة:٢٤]، والمقصود بالناس هنا الكفرة المشركون، والحجارة أي: التي كانوا يعبدونها من دون الله سبحانه وتعالى، {أَنْتُمْ لَهَا وَارِدُونَ * لَوْ كَانَ هَؤُلاءِ آلِهَةً مَا وَرَدُوهَا وَكُلٌّ فِيهَا خَالِدُونَ * لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ}[الأنبياء:٩٨ - ١٠٠].
فهؤلاء هم أهل النار الذين يخلدون في نار جهنم، والعياذ بالله.
{لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ}[هود:١٠٦] أي: أصوات كنهيق الحمير، {وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ}[الأنبياء:١٠٠]، أي: لا يسمعون كلاماً يطمئنهم أو يريحهم، أو كلاماً فيه رحمة، فلا يسمعون إلا صوت العذاب، ولا يسمعون إلا لهيب النار، وصوت حركتها وحسيسها.