قال تعالى:{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ}[الصافات:٥٨] أي: أنت كنت تقول لي في الدنيا: إننا لن نبعث يوم القيامة، وإذا متنا ليس هناك بعث ولا حساب، {أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الأُولَى}[الصافات:٥٨ - ٥٩]، هذا كان كلام الكافر، فالآن انعكس الأمر، إذ إن الكافر كان يتعجب من المؤمن في الدنيا، أما الآن فالمؤمن هو الذي يتعجب من الكافر؛ كنت تقول لي: لسنا بميتين، قال تعالى:{أَفَمَا نَحْنُ بِمَيِّتِينَ * إِلَّا مَوْتَتَنَا الأُولَى وَمَا نَحْنُ بِمُعَذَّبِينَ}[الصافات:٥٨ - ٥٩]، ها أنت رأيت ما الذي حصل لك الآن في النار والعياذ بالله، إن هذا الذي نحن منه في الجنة والنعيم المقيم لهو الفوز العظيم، قال تعالى:{إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}[الصافات:٦٠] أي: هذا الفوز الحقيقي، فالإنسان في الدنيا لعله يتكلم عن النجاح، ولعله يتكلم عن الفوز، لكن الفوز الحقيقي والنجاح والفلاح العظيم هو ما يكون يوم القيامة في أن يدخل المؤمن الجنة وينجو من النار، {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}.
(لمثل هذا) الفوز، ولمثل هذا الفلاح، ولمثل هذا الجزاء:{فَلْيَعْمَلِ الْعَامِلُونَ}[الصافات:٦١]، كأن الله عز وجل يقول للمؤمنين: اعملوا لذلك حتى تكونوا مع هذا المؤمن ولا تكونوا مع هذا المغرور في نار الجحيم والعياذ بالله.