قوله:(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ) أي: هو الله سبحانه الذي يريكم أدلة توحيده، وأنه وحده الذي يستحق أن يعبد سبحانه، فقد أراكم الآيات، وأنزل عليكم الكتب، وأرسل لكم الرسل، وأوضح لكم ما أشكل عليكم، فأصررتم على ما أنتم فيه من الكفر والإعراض.
{هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقاً}[غافر:١٣]، ((وَيُنَزِّلُ)) قراءة الجمهور بالتثقيل، وقراءة ابن كثير، وأبي عمرو، ويعقوب بالتخفيف:(وينزل).
فقوله:{وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا}[غافر:١٣] يمن الله عز وجل على عباده بأن رزقكم جاءكم من السماء وأنتم تشاهدون ذلك، وإذا منع عنكم الغيث عطشتم ومتم عطشاً، وإذا منع عنكم المطر لم يخرج النبات من الأرض، فرزقكم جاء من السماء.
قوله:{وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ}[غافر:١٣] أي: وما يتعظ فينتفع بهذه الموعظة إلا الذي ينيب، أي: يرجع، فيعمل عقله ويقول: الله الذي رزقني، والله الذي خلقني، والله الذي أعطاني، فهو وحده الذي يستحق أن يعبد سبحانه، فالذي يتذكر هو الذي ينيب ويرجع إلى توحيد وعبادة الله وحده لا شريك له.