قال الله:{وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَا أَصَابَهُمْ وَالْمُقِيمِي الصَّلاةِ}[الحج:٣٥] لم يذكر أنهم يصلون فقط، ولكن ذكر أنهم أقاموا الصلاة، يعني: يعدل صلاته ويستقيم عليها، فأقامها من إقامة القدح وهو الذي يكون في السهم، فيقيمه بأن يعدل الحديدة التي سيجعلها سهماً يرمي به، ولو كانت معوجة لا تصل إلى هدفها، فالصلاة إذا كانت معوجة، وإذا كانت فيها اختلاس يختلسه الشيطان من العبد، وإذا كانت الصلاة ينقرها الإنسان كنقر الغراب؛ فلم يقمها كما أمر الله عز وجل، بل نقص من صلاته حتى تضيع منه هذه الصلاة، فالمؤمن يقيم صلاته كما أمره الله سبحانه، ويستقيم عليها ويداوم عليها، ويحسن صلاته.