للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[أحوال جاهلية اليوم]

روي في صحيح البخاري أنه: (قوم من هذه الأمة يخرجون إلى عيد لهم ويذهبون إلى جانب علم -جبل من الجبال لمعصية الله سبحانه وتعالى- فيخسف بهم، ويسقط عليهم العلَم، ويمسخ منهم قردة وخنازير).

وذكر في حديث آخر: (أنه يخرج الرجلان إلى الفاحشة ويمسخ أحدهما قرداً أو خنزيراً، ولا يمنع ذلك صاحبه أن يكمل ما هو فيه) لا يمنعه أنه يكمل مشيه إلى المعصية، رأى صاحبه مُسخ قرداً أو خنزيراً فلم يترك المعصية.

وانظر إلى الممثلات الآن ما الذي يحصل فيهن، ترى ممثلة متبرجة فاجرة، قد ابتلاها الله بأن سقطت من عمارة، وتلك أصيبت بالسرطان، وكذلك الرجال، ولكنهم لا يتعظون؛ لأن المال يغر الناس، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (السعيد من وُعظ بغيره، والشقي من شقي في بطن أمه).

فالإنسان الذي يرى المصيبة في غيره فيتعظ هو السعيد، والإنسان الذي ينظر إلى غيره ولا يتعظ، ويحس أنه سينجو، ولن يحدث له شيء هو الشقي المبتلى ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وكم ترى من بلاء يحيط بالناس والناس لا يتعظون، والموت يفاجئ الناس، وكل يوم يصلون على جنازة في المسجد، مرة في الظهر، ومرة في العصر، ومرة في المغرب، ومن الناس من يقعد خارج المسجد ولا يصلي، ينظر الناس الميت داخلين به إلى المسجد وخارجين به، وكم من الناس من دخل المسجد والميت على ظهره ولا يصلي، ومن الناس من يتكلم خارج المسجد حال الخطبة وكأن الأمر لا يعنيه، ومن الناس من يقول: مكبرات الصوت التي في المسجد تزعجنا، والدروس تزعجنا، وهو لا يصلي ولا يعمل صالحاً، وتراه طوال النهار يضحك في الشارع.

وهل تستحق الرحمة عند رب العالمين بالصلاة عليك بعد الموت وأنت تارك للصلاة، وتارك للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتخادع ربك سبحانه، وتخادع الناس، وفي النهاية تريد الرحمة من رب العالمين.

نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من عباده السعداء، ولا يجعلنا من عباده الأشقياء.

أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصلّ اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

<<  <  ج:
ص:  >  >>