يخبرنا الله تبارك وتعالى في هذه الآيات: أنه سبحانه بقدرته العظيمة يحيي الموتى، ويكتب ما قدم الإنسان وما أخر بعده، وما ترك من آثار، وكل شيء قد أحصاه الله سبحانه وتعالى في كتاب عنده، {فِي إِمَامٍ مُبِينٍ}[يس:١٢].
{إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}[يس:١٢]، كان الكفار يعترضون على النبي صلى الله عليه وسلم أن دعاهم إلى عبادة الله الذي يحيي ويميت، فقالوا:{أَئِذَا كُنَّا تُرَابًا أَئِنَّا لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ}[الرعد:٥]{أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ}[المؤمنون:٨٢] فقال الله سبحانه: {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى}[يس:١٢]{اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[الروم:١١] بدأ الخلق من عدم، أليس الذي بدأه من عدم قادراً على أن يعيده مرة ثانية بعد أن يفنى؟ {بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}[الأحقاف:٣٣].
((إِنَّا نَحْنُ)) عبر هنا سبحانه تبارك وتعالى بنون العظمة لبيان عظيم فعله، وأنه الله الخالق العظيم الذي يحيي الموتى بقدرته سبحانه، وبغير حاجة إلى أحد من عباده، {إِنَّا نَحْنُ نُحْيِ الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ}[يس:١٢]، يحيي الموتى ويبعثهم يوم القيامة للجزاء والحساب.