[تفسير قوله تعالى:(لا تجأروا اليوم إنكم منا لا تنصرون)]
قال الله سبحانه وتعالى:{لا تَجْأَرُوا الْيَوْمَ إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ}[المؤمنون:٦٥] وهم يصرخون ويستغيثون الله عز وجل فيقال لهم: لا تصرخوا ولا تجأروا ((إِنَّكُمْ مِنَّا لا تُنصَرُونَ))، وحين أراد الله عز وجل أن يعذبهم وأن يأتي نصر الله عز وجل للمؤمنين يجأر الكافرون ويستفتحون ويدعون ربهم: اللهم من كنت غضبت عليه منا فأته بهذا العذاب، اللهم أقطعنا للرحم، يقصدون النبي صلى الله عليه وسلم وهو لم يأت بقطيعة الرحم عليه الصلاة والسلام، وإنما هم بإعراضهم وتكذيبهم هم الذين صنعوا بأنفسهم ذلك، فقد جاء ليصل الأرحام عليه الصلاة والسلام، وهم كانوا يعترفون بذلك أنه جاء يأمرهم بصلة الأرحام، وبالصلاة، ويأمرهم صلوات الله وسلامه عليه بالإنفاق على ذوي القربى، ويأمرهم بالزكاة، ويأمرهم بالخير كله عليه الصلاة والسلام، عرفوا ذلك ومع ذلك يقولون: هو أقطع الناس للرحم صلوات الله وسلامه عليه، قال لهم ربنا لما جاءهم العذاب: لا تجأروا، لا تصرخوا اليوم (إنكم منا) أي: من عذابنا (لا تنصرون).