كان إلياس بعد زمن سليمان على نبينا وعليه الصلاة والسلام، وقد وحد الله عز وجل بني إسرائيل في عهد سليمان، فلما مات سليمان عليه الصلاة والسلام تفرقوا وتقسمت ممالك بني إسرائيل، وأصبحوا في كل ما هم فيه من باطل ومن تفرق فرحون، فإذا بهم يعبدون غير الله، وكان ملوكهم يعبدون غير الله سبحانه تبارك وتعالى.
وقد كان أحد الذين أرسل إليهم إلياس ليدعوهم إلى الله سبحانه قد اتخذ صنماً يعبده من دون الله، وقد ذكر المفسرون: أن امرأته كانت من عباد الأصنام، وصنعت صنماً اسمه (بعل) وعبدته من دون الله، فتركها على ذلك حتى فتنت الناس بذلك، وجعلت لهذا الصنم سدنة يخدمونه، ودخل الناس في عبادة هذا الصنم من دون الله، وكانت في بلدة من بلدان لبنان في الشام، وسميت هذه البلدة باسم هذا الصنم بعلبك، فعبد من دون الله، وقد كان هذا الملك الذي صنع ذلك من بني إسرائيل، وكان المفترض فيه أن يكون على التوحيد، فأرسل الله عز وجل إليه إلياس يدعوه إلى الله سبحانه، وينكر عليه ما هو فيه من عبادة غير الله سبحانه.