[فضل الله علينا ومنه باستجابته دعاءنا عند الاضطرار]
كذلك يمن الله علينا ويذكرنا، قال تعالى:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل:٦٢]، من الذي يجيبك إذا اضطررت؟ وكل منا يتعرض لذلك ليل نهار، فتجد نفسك مضطراً مريضاً تجأر إلى الله يا رب! اشفني، يا رب! اكشف عني، يا رب اشف ابني، وتسأل ربك وأنت مضطر، وتبكي على نفسك، وتبكي من الضرر الذي نزل بك، وتبكي خائفاً من الله عز وجل، حتى إذا استجاب لك نسيت كل شيء، قال تعالى:{أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ}[النمل:٦٢]، من الذي يجيب هذا المضطر إذا دعاه؟ أإله مع الله؟ لا إله إلا الله، {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الأَرْضِ أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}[النمل:٦٢]، وهذا الاستفهام استفهام تعجب من أمر البشر، أي: هل بعد استجابته لكم تدعون غيره وتطلبون من غيره سبحانه؟! وقوله تعالى:{أَئِلَهٌ مَعَ اللَّهِ}[النمل:٦٢] لم يقل: أرب مع الله؛ لأنه لا أحد ينكر ذلك، فأي خلق تكونون وأنتم تعلمون أن الله هو الذي يعطيكم ثم تشكرون غيره سبحانه؟ فلو أن إنساناً أعطى صديقه شيئاً، أيشكر غيره؟! سيقولون: سبحان الله! انظروا هذا إنسان جاحد، فإذا كنا لا نرضاه بين الناس، فهل نرضاه لربنا أن يعطينا ونشكر غيره ونعبد غيره؟! وكرر الله سبحانه وتعالى نعمه على عباده، وفي كل نعمة يذكر وراءها (أإله مع الله) أي: هل هناك إله يستحق العبادة مع الله الذي يفعل بكم ذلك؟ لا إله إلا هو، قال تعالى:{قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ}[النمل:٦٢].