يخبرنا الله سبحانه وتعالى في هذه الآيات وما يأتي بعدها عن قدرته العظيمة في خلقه للعباد، وفي إنزاله الرزق عليهم من السماء، وأيضاً في بعثهم يوم القيامة، وحسابهم، ولا تخفى عنه سبحانه وتعالى خافية من عباده، وغير ذلك من مظاهر قدرته العظيمة سبحانه.
يقول الله تعالى:(هُوَ الَّذِي يُرِيكُمْ آيَاتِهِ وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا) أي: أن رزقكم من عند الله سبحانه وتعالى، فهو الذي خلق الإنسان فسواه فعدله، وهو الذي رزقه وأطعمه وسقاه، وهو الذي أعطى ومنح عباده في الدنيا، وهو الذي يجازيهم يوم القيامة.
ومعنى:(يُرِيكُمْ آيَاتِهِ) أي: دلائل قدرته، وعلامات إعجازه سبحانه وتعالى، (وَيُنَزِّلُ لَكُمْ مِنَ السَّمَاءِ رِزْقًا) أي: ينزل من السماء أرزاق العباد المقسومة بتقديره سبحانه وتعالى، فينزل ما يشاء على من يشاء، ويرسل الرياح فتثير سحاباً، فساقه الله إلى بلد ميت، فأنزل به الماء، ثم أخرج به من كل الثمرات، والله على كل شيء قدير.
قوله تعالى:(وَمَا يَتَذَكَّرُ إِلَّا مَنْ يُنِيبُ) أي: ما يتعظ بآيات الله سبحانه مما يقرأ في القرآن، ومما يراه أمامه من آيات خلق الله عز وجل ويتذكر فلا ينسى، ويتعظ فيعمل ولا يشقى إلا من ينيب إلى الله، ويرجع إليه بالعبادة والطاعة، وبالتفكر في إلهيته وربوبيته سبحانه.