قال تعالى:{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ}[العنكبوت:٥٥] أي: اذكر هذا اليوم وذكرهم بهذا وأنذرهم يوم يغشاهم، والغشي ما يأتي من فوق، فتأتيهم النار من فوقهم ومن تحت أرجلهم، أي: من كل مكان نسأل الله العفو والعافية.
{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ وَيَقُولُ}[العنكبوت:٥٥] ويقول الله سبحانه تبارك وتعالى، وهذه قراءة نافع وقراءة الكوفيين (ويقول)، وباقي القراء:(ونقول) بنون العظمة، أي: نقول لهؤلاء: {ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[العنكبوت:٥٥]، ذوقوا العذاب جزاء بما كنتم تكسبون.
{يَوْمَ يَغْشَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ}[العنكبوت:٥٥] أي يغطيهم عذاب رب العالمين، نار من فوقهم، نار سوداء مظلمة تغشاهم من فوقهم ومن تحت أرجلهم ويقال لهم:{ذُوقُوا مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ}[العنكبوت:٥٥].
أما المؤمنون فيدخلهم الله جنته ويقول:{يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ أَرْضِي وَاسِعَةٌ فَإِيَّايَ فَاعْبُدُونِ}[العنكبوت:٥٦].
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من أهل جنته، وأن يجيرنا من عذابه وناره.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.