[تفسير قوله تعالى:(ثم إنكم يوم القيامة عند ربكم تختصمون)]
قال تعالى:{ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ}[الزمر:٣١] فيجادل بعضكم بعضاً، ويتكلم بعضكم مدافعاً عن نفسه، والإنسان يدلي بالحجة في الدنيا وقد تكون صدقاً أو كذباً، يقول النبي صلى الله عليه وسلم:(ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعضه).
وقد يخدع الإنسان القاضي بما يقوله من زور ومن شهود زور، أما يوم القيامة فلا أحد يكذب على الله، وإن كذب فضحه الله سبحانه تبارك وتعالى.
فالمنافق قد يكذب يوم القيامة ويظن أنه يهرب من الله سبحانه وأنه يخدعه في الآخرة، ولكن الله يفضحه ويختم على فيه فينطق جسد الإنسان بما كان يعمل في الدنيا، ويظهر في يوم القيامة من هذا الإنسان الكلام الذي كان يخفيه في الدنيا فيبديه الله عز وجل على جوارحه.