قال تعالى:(شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى)[الشورى:١٣] وقد ذكر هنا خمسة من رسل الله عليهم الصلاة والسلام، وأول الرسل كان نوحاً عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولا يمنع أن يكون قبله آدم نبياً، وأوحى الله عز وجل إليه مما يشاء سبحانه وتعالى.
فإن النبي: كل من يوحي إليه الله سبحانه وتعالى.
والنبوءة: الإخبار بالغيب، والإخبار بما غاب عنا، وقد كان آدم عليه الصلاة والسلام نبياً، يوحي إليه الله، ويأمره ويعلمه وحياً منه سبحانه وتعالى.
وأما الرسول: فهو الذي معه شريعة يبلغها، فيكون رسولاً مرسلاً من الله عز وجل، كما تقول: أرسلت فلاناً برسالة، أي: أنك أعطيته رسالة أو شيئاً ليوصله إلى آخر، فالرسول ينزل الله عز وجل إليه شريعة وكتاباً من السماء، ويأمره بأن يبلغ إلى الناس هذه الرسالة من ربهم سبحانه وتعالى، وهذه الرسالة فيها شريعة من رب العالمين سبحانه وتعالى.