قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم:{فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}[الروم:٦٠] أي: اصبر إذا كذبوك، فـ {إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ}[الروم:٦٠] أي: أن القيامة آتية، والساعة لا ريب فيها.
ثم نهاه أن يستخفه المشركون فقال:{وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ}[الروم:٦٠] الاستخفاف من الخفة، يقال: فلان أغضبني فاستخفني بمعنى: استفزني، فلما استفزني صار بي خفة، وطيش، وتهور، وكأنه يقول: لا تتهور، ولا تطيش، ولا يذهب عقلك بسبب ما يصنع هؤلاء في إجرامهم، فالله سبحانه يثبت النبي صلى الله عليه وسلم ويعظه: ألا تخرج عن حدك، ولا عن طبعك، ولا عن إيمانك العظيم، ولا عن هدوئك الذي أنت فيه، ولا يستخفنك هؤلاء بباطلهم؛ فإنهم لا يوقنون.
وهذه الآية قرأها رويس:(ولا يستخفنْك الذين لا يوقنون)، وباقي القراء:((وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ)) بمعنى: الذين لا يستيقنون بما جاء في هذا الكتاب العظيم.