تفسير قوله تعالى:(فلما جاء السحرة إذاً لمن المقربين)
{فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ}[الشعراء:٤١] طمعوا في عطاء فرعون؛ لأنهم لا إيمان في قلوبهم، بل هم من أكفر الناس، فقد طمعوا في القرب من فرعون، وأن يعطيهم من الأموال ومن المناصب، قال تعالى:{فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ قَالُوا لِفِرْعَوْنَ أَئِنَّ لَنَا لَأَجْرًا إِنْ كُنَّا نَحْنُ الْغَالِبِينَ}[الشعراء:٤١] يعني: لقد أتيت بنا من البلدان كلها فهل ستدفع لنا أجرة على هذا الشيء؟ وانظروا كيف يقلب الله عز وجل القلوب، فقد أتوا أول النهار يطلبون الغنيمة والأموال فكانوا في آخر النهار من المؤمنين.
فقال فرعون لهؤلاء: نعم سأعطيكم الذي تريدون، {وَإِنَّكُمْ إِذًا لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}[الشعراء:٤٢]، فقد جئتم من بلدان بعيدة لتنصروني على هذا، فستكونون قريبين مني.
قوله تعالى:{وَإِنَّكُمْ إِذًا}[الشعراء:٤٢] يعني: حين تغلبون {لَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ}[الشعراء:٤٢].