وإذا كانت امرأة واحدة لا تقدر أن تقوم بذلك، ولا امرأتان، فكم من النساء يبلغن هذا الدين العظيم والأحداث التي تأتي للنبي صلى الله عليه وسلم في بيته وينزل بسببها القرآن أو السنة، فلذلك جعل الله لنبيه صلى الله عليه وسلم أن يتزوج ما شاء من النساء ولم يحد له كما حد للمؤمنين، قال:{قَدْ عَلِمْنَا مَا فَرَضْنَا عَلَيْهِمْ فِي أَزْوَاجِهِمْ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ}[الأحزاب:٥٠]، فيجوز للمسلم أن ينكح أربع نسوة.
أما النبي صلى الله عليه وسلم فترك الله سبحانه تبارك وتعالى له أن يتزوج ما يشاء فجمع بين تسع نسوة في وقت واحد صلوات الله وسلامه عليه.
والغرض من ذلك: الدعوة إلى الله سبحانه والتبليغ للأحكام الشرعية، فالواحدة أو الأربع لا يكفين لتبليغ كل هذا الدين العظيم، فترك للنبي صلى الله عليه وسلم أن يتزوج فكان يأتي كل امرأة، فمرة يدور عليهن صلوات الله وسلامه عليه في غسل واحد، وكان يقسم لكل امرأة ليلة، فعندها قد تنزل آيات أو أحكام أو يحدث شيء فيحتاج الناس لمعرفة هذا الحكم، فتبلغ المرأة ما حدث في بيتها، أو من جاء للنبي صلى الله عليه وسلم وسأل وشهدت ذلك، فتبلغ أحكام الشريعة التي أمر الله عز وجل بتبليغها.