[تفسير قوله تعالى:(الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين)]
قال الله تعالى:{الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ}[الزخرف:٦٧] أي: إذا قامت القيامة صار الناس بعضهم لبعض أعداءً، يفر المرء من أخيه وأمه وأبيه وصاحبته وبنيه، فالإنسان الذي كان حبيباً للآخر في الدنيا فإنه في الآخرة يفر من خليله الذي كان في الدنيا، ولا ينتفع إلا المتقون حين يؤذن لهم في أن يشفع بعضهم لبعض.
فالأخلاء الذين كانوا متحابين على أمر الدنيا لا تنفعهم هذه المحبة يوم القيامة، بل يصيرون أعداء؛ لأنهم كانوا في الدنيا أخلاء وأصدقاء وأصحاباً على السوء وعلى الفتن وعلى الشرك بالله، فإذا قامت القيامة عادى بعضهم بعضاً، وكل إنسان يتبرأ من الآخر ويقول: أنت السبب أنت السبب، إلا أهل التقوى فهم في نعيم وهم في نعمه عظيمة.
نسأل الله عز وجل أن يجعلنا من المتقين.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.