قال تعالى:{فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ}[العنكبوت:٤٠] أي: كل واحد من هؤلاء الأقوام أخذه الله عز وجل بذنبه.
(فكلاً) هنا لف للكلام ثم نشر بعد ذلك كيف أهلكهم سبحانه.
فقال:{فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا}[العنكبوت:٤٠] أي: كما فعلنا بقوم لوط، وكما فعلنا بقوم شعيب وغيرهم، ثم قال:{وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ}[العنكبوت:٤٠] كما فعلنا بقوم شعيب وثمود وغيرهم.
ثم قال:{وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ}[العنكبوت:٤٠] كما فعلنا بقارون وغيره.
ثم قال:{وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا}[العنكبوت:٤٠] كما فعلنا بقوم نوح المكذبين، وكما فعلنا بفرعون وجنوده.
ثم قال تعالى:{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ}[العنكبوت:٤٠] أي: لم يفعل ذلك ظالماً لأحد، قال سبحانه:{وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ}[فصلت:٤٦] حاشا له سبحانه وتعالى أن يظلم.
قال تعالى:{وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ}[العنكبوت:٤٠] أي: ظلموا أنفسهم فاستحقوا عقوبة الله، وهذا فيه تحذير لكل إنسان يظلم نفسه أو يظلم غيره أنه لن يفلت من العقوبة، فعليه مراجعة نفسه والرجوع إلى الله سبحانه إنه تواب رحيم.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.