للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (وما كان لكم أن تؤذوا رسول الله)]

قال تعالى: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} [الأحزاب:٥٣] عصم الله رسوله صلى الله عليه وسلم وعصم نساءه أن يؤذى فيهن صلوات الله وسلامه عليه.

قال: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} [الأحزاب:٥٣] فحرم الله عز وجل على المؤمنين أن يتزوج أحدهم زوجة من زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إذا توفي عنها النبي صلى الله عليه وسلم، وكأن الآية نزلت في سبب تحديث بعض المنافقين نفسه بذلك، وقد حدث بعضهم غيره بذلك، فقال بعض المنافقين: ما بال محمد يتزوج من نسائنا، والله لئن مات محمد لنتزوجن نساءه! فهذا المنافق -لعنة الله على المنافقين- يمني نفسه أنه عندما يموت النبي عليه الصلاة والسلام فسيتزوج من نسائه، فنزلت هذه الآية تفضح هذا المنافق، وتحذر المؤمنين بأن هؤلاء نساء النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين، وليس لإنسان أن يتزوج أمه.

قال: {وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ} [الأحزاب:٥٣] بأن يتكلم أحدكم أو يحدث نفسه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم بأن يتزوج واحدة من نسائه صلى الله عليه وسلم.

{وَلا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا} [الأحزاب:٥٣] هذه حرمة مؤبدة، فزوجة النبي صلى الله عليه وسلم إذا توفي عنها فهي محرمة أبداً على جميع المؤمنين.

{إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب:٥٣] يعني: لو حدث ذلك وحاشا نساء النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون حدث منهن ذلك.

قوله سبحانه: {إِنَّ ذَلِكُمْ} [الأحزاب:٥٣] يعني: أذى النبي صلى الله عليه وسلم أو نكاح أزواج النبي صلى الله عليه وسلم {كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا} [الأحزاب:٥٣].

<<  <  ج:
ص:  >  >>