قوله:{رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ}[غافر:١٥] أي: فادعوا الله رفيع الدرجات سبحانه وتعالى.
وقوله:(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ) لها معان وكلها صحيحة، فهو المستحق لأعلى درجات الثناء، وهو المستحق لأعظم المدح، وهو العالي المتعالي سبحانه، فهو العلي العظيم الذي استوى على عرشه، وعرشه فوق كل شيء سبحانه وتعالى.
فهو:(رَفِيعُ الدَّرَجَاتِ) أي: فوق السماوات، وفوق العرش سبحانه تبارك وتعالى، وهو المتعالي العلي سبحانه، ذو الدرجات العظيمة، فالله فوق سماواته فهو رفيع الدرجات سبحانه، والله مستحق لأعظم وأعلى وأجمل وأجل المدح والثناء، والله صاحب الدرجات العظيمة في جنات الخلود التي يرفع إليها أنبياءه وأولياءه، فهو رفيع الدرجات سبحانه وتعالى، وهو الذي خلق السماوات بعضها فوق بعض عالية جداً، فبين السماء والسماء خمسمائة عام، وسمك السماء خمسمائة عام، فهو رفيع الدرجات.
قوله:(ذُو الْعَرْشِ) أي: صاحب العرش العظيم، فعرشه بهذه العظمة التي يذكرها لنا ربنا، ويذكرها لنا النبي صلى الله عليه وسلم، فهو عرش عظيم، وعرش كريم، فكيف بصاحب العرش سبحانه الذي خلق العرش؟! قال تعالى:(يلقي الروح)، فهو ينزل الوحي سبحانه وتعالى:(مِنْ أَمْرِهِ) أي: من قضائه وقدره بما قضاه وشرعه سبحانه، (عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ)، فـ {اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ}[الشورى:١٣] أي: يصطفي إليه من يشاء، {وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ}[الشورى:١٣]، فينزل الملك بالوحي من السماء على من يشاء من الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام، {لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ}[غافر:١٥] أي: يوم القيامة.
فقد جاءت الأنبياء لتبين للناس أنه لا يستحق العبادة إلا الله، وأنهم راجعون إلى {يَوْمَ التَّلاقِ}[غافر:١٥]، يوم تلتقي أوائل الأمم مع أواخرها، ويلقون ربهم سبحانه وتعالى، فيقفون بين يديه، فهذا هو يوم التلاق.
نسأل الله العفو والعافية في الدين والدنيا والآخرة.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.