[تفسير قوله تعالى:(إن الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله ثم ماتوا وهم كفار)]
قال تعالى:{إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ مَاتُوا وَهُمْ كُفَّارٌ فَلَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ}[محمد:٣٤]، الكافر الذي يصد عن سبيل الله، قد يكون هناك كافر ولكن ما يصد، هو في حاله وأنا في حالي، الصد إما صد للغير وإما صد للنفس، فتقول له: اسمع كلام الله يقول لك: ما أريد، هذا صد، منع كلام الله عز وجل أن يستمع إليه، وأن يصغي إليه، وأن يتدبره، وأن يفهمه.
فإن صد غيره كانت المصيبة أعظم، فالذين كفروا وصدوا عن سبيل الله، صدوا أنفسهم وصدوا غيرهم، ومنعوا الرسل من تبليغ رسالات ربهم، ومنعوا الدعاة أن يدعوا إلى ربهم.
(ثم ماتوا وهم كفار) أي: على الصد عن سبيل الله (فلن يغفر الله لهم) مصيبتهم مصيبة الذي لا يغفر الله له، فلا ينتظر من الله إلا العذاب الأليم، وإلا النار والجحيم.