للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تفسير قوله تعالى: (قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله)]

قال الله: {قُلْ} [النمل:٦٥] أي: لهؤلاء القوم: {لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:٦٥]، وحده لا شريك له، فهو الذي يعلم غيب السموات وغيب الأرض، وهذه الآلهة التي تبعدونها لا تعرف شيئاً من هذه الغيوب، فالله وحده سبحانه هو علام الغيوب، ولا يطلع على غيبه إلا من شاء من رسله عليهم الصلاة والسلام، ولذلك تقول عائشة رضي الله عنها: من زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم يعلم ما في غدٍ فقد أعظم على الله الفرية.

يعني كذب على الله من ادعى أن النبي صلى الله عليه وسلم يعرف ماذا سيكون في غد، فهو لا يعرف صلى الله عليه وسلم ولا غيره من خلق الله ماذا سيكون في غد، قال الله سبحانه: {إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [لقمان:٣٤].

أيضاً جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: (أنه حضر عرساً لأناس من الأنصار، فسمع جارية تغني وتقول في مدح النبي صلى الله عليه وسلم: وفينا نبي يعلم ما في غد، فنهاها النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا وقال: لا يعلم الغيب إلا الله، قولوا ببعض قولكم، ولا يستهوينكم الشيطان أن تقولوا ذلك).

فلا أحد في السموات ولا في الأرض يعلم الغيب إلا الله سبحانه: {وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ} [النمل:٦٥]، أيان أي: متى، والمعنى: أنه لا يدري أحد متى يموت، ومتى يبعث.

<<  <  ج:
ص:  >  >>