[تفسير قوله تعالى:(من كان يرجو لقاء الله فإن أجل الله لآت)]
ثم قال تعالى:{مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}[العنكبوت:٥].
(يرجو) أي: يؤمل، وإن كان أكثر المفسرين على أن معناها: يخاف، وهو من معاني الرجاء، قال الشاعر: إذا لسعته النحل لم يرج لسعها فمعنى قوله: (لم يرج لسعها): لم يخف لسعها.
فقوله:{مَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ اللَّهِ}[العنكبوت:٥]، أي: من كان يخاف من لقاء الله يوم القيامة، ويخاف من ذنوبه:{فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}[العنكبوت:٥]، فإن الموت آت آت.
ويرجو أيضاً بمعنى: يؤمل، فالإنسان المؤمن الذي يؤمل لقاء الله سبحانه وتعالى، فليعمل عملاً حسناً فإنه ملاقيه عند الله.
ومن كان يخاف من لقاء الله سبحانه فليحذر من النار يوم القيامة، فإن الله سبحانه وتعالى يعذب من عصاه، قال تعالى:{فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ}[العنكبوت:٥]، أي: فالموت آت والبعث والنشور والقيامة آتية.
فأكده الله عز وجل باللام هنا، فهو آت لا محالة، وهو السميع لما يقولون العليم بأحوالهم.