للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

تفسير قول الله تعالى: (وإلى مدين أخاهم شعيباً)

قال تعالى: {وَإِلَى مَدْيَنَ أَخَاهُمْ شُعَيْبًا} [العنكبوت:٣٦].

هو مدين بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وقد سكن في هذه الديار التي سميت باسمه.

إذاً: ديار مدين التي كانت بين الشام وبين الحجاز هي مدين التي فر إليها موسى عليه الصلاة والسلام، فتجد في رأس خليج العقبة مكاناً اسمه أيلة بالقرب من الحجاز، أو على أول الحجاز تكون بلد مدين، والبعد بينها وبين مصر أكثر من ألف ميل الذي مشاه موسى عليه الصلاة والسلام هارباً من فرعون وفاراً إلى مدين! وتزوج هنالك ثم رجع إلى مصر مرة ثانية كل هذا ماشياً على قدميه عليه الصلاة والسلام.

فهذه مدين، وهذا مدين بن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، فكأنها المناسبة: أن هذا مدين بن إبراهيم وهذه البلدة التي كان فيها أرسل إليهم شعيب عليه الصلاة والسلام.

فكأن قوم مدين كانوا قريبي عهد بإبراهيم؛ ولذلك استبعد من استبعد من المفسرين أن يكون شعيب هذا زوج ابنته موسى عليه الصلاة والسلام.

وقالوا: المسافة بعيدة بين إبراهيم وبين موسى حوالي ألف سنة، وشعيب قريب من إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وهو من أبناء مدين الذي هو ابن إبراهيم عليه الصلاة والسلام، قالوا: فبعيد أن يتزوج موسى من ابنة شعيب النبي.

لكن الغرض هنا أن الله سبحانه وتعالى أرسل إلى مدين الذين كذبوا وكفروا أخاهم شعيباً، كأنه يقول هنا: وإلى مدين أرسلنا أخاهم شعيباً.

<<  <  ج:
ص:  >  >>