من اتخذ من دون الله ولياً فقد أمر الله نبيه أن يعرض عنه، وأخبره: أنك أيها النبي لست مراقباً لأعمالهم ومحصيها عليهم، بل الله حفيظ لأعمالهم وسيجازيهم عليها، إنما وظيفتك متعلقة بما أوحيناه إليك من قرآن عربي مبين، فأنذر به مكة ومن حولها، وحذر من يوم الجمع الذي لا شك في مجيئه، وسينقسم الناس في ذلك إلى فريقين: فريق في الجنة وفريق في السعير، وقد بين الله كمال قدرته وتصرفه في الناس، فلو شاء لجعلهم أمة واحدة إما على الإيمان أو أعلى الكفر، وذلك لا يعجزه، لكن اقتضت حكمته أن يدخل من يشاء في رحمته، أما الظالمون فليس لهم ولي ولا نصير يدفع عنهم ما استحقوه بكسب أيديهم.