[الجمل العشر في قوله تعالى: (فلذلك فادع واستقم كما أمرت)]
وهذه الآية العظيمة اشتملت على عشر جمل في كل جملة حكم مستقل بذاته، وكل منها منفصلة عما قبلها، ولا نظير لها في القرآن كله إلا آية الكرسي، قال تعالى: {فَلِذَلِكَ فَادْعُ وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ} [الشورى:١٥]، والجمل هي: ١ - (فَلِذَلِكَ فَادْعُ).
٢ - (وَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ).
٣ - (وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَهُمْ).
٤ - (وَقُلْ آمَنْتُ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ كِتَابٍ).
٥ - (وَأُمِرْتُ لِأَعْدِلَ بَيْنَكُمُ).
٦ - (اللَّهُ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ).
٧ - (لَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ).
٨ - (لا حُجَّةَ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ).
٩ - (اللَّهُ يَجْمَعُ بَيْنَنَا).
١٠ - (وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ).
فهذه عشر جمل وفي كل جملة حكم قائم بذاته، ومعنى أراده الله عز وجل وأمر به، ومثلها آية الكرسي، قال تعالى: {اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ} [البقرة:٢٥٥] ١ - (اللَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ).
٢ - (الْحَيُّ الْقَيُّومُ).
٣ - (لا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ).
٤ - (لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ).
٥ - (مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ).
٦ - (يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ).
٧ - (وَلا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ).
٨ - (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ).
٩ - (وَلا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا).
١٠ - (وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ).
وهذه عشر جمل وفي كل جملة حكم مستقبل بذاته.
وهذا من بلاغة وفصاحة القرآن إذ يأمر الله عز وجل فيها بأمر أو ينهى عن شيء.
فالله عز وجل أمر نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بأن يدعو الخلق لهذا الدين ولهذه الشريعة العظيمة.
ثم أمره بأمر آخر وهو أن يستقم على دين الله سبحانه كما أمر الله سبحانه وتعالى، والمعنى أن ينفذ جميع ما أمر الله به ويمتنع عن جميع ما نهى الله عنه، وهذا أمر بإقامة الدين كله، فمن حقه أن يشيب رأسه صلوات الله وسلامه عليه عندما يسمع ذلك.