للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

[تكذيب قوم إلياس لإلياس عليه السلام]

قال تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات:١٢٧] يعني: أنه ناقشهم وخاطب عقولهم وقال لهم: هذا البعل أنتم صنعتموه، فمن كان قبل بعل هذا الذي تعبدونه من دون الله؟ الله هو الذي خلق آبائكم وخلق أجدادكم، وهو الحي الذي لا يموت، وأما هذا فإنه صنم صنعتموه بأيديكم، فاعبدوا {اللَّهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ آبَائِكُمُ الأَوَّلِينَ * فَكَذَّبُوهُ} [الصافات:١٢٦ - ١٢٧]، أي: أعرضوا عن هذا الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام، وقد كان هذا الملك الذي عبد هذا الصنم من دون الله عز وجل يسمع لـ إلياس ويستجيب له قبل ذلك، ولكن فتنته الدنيا، وفتنته امرأته، فعبد البعل الذي صنعته من دون الله سبحانه تبارك وتعالى، وفتن في ذلك.

قال الله عز وجل: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات:١٢٧] أي: محضرون لعذاب الله سبحانه، فذكروا أن الله سبحانه تبارك وتعالى لما بعث إليه إلياس عليه الصلاة والسلام ودعاهم إلى الله كذبوه وأعرضوا عنه، فدعا على قومه فابتلاهم الله سبحانه، وخرج وترك هؤلاء القوم، فلم يذكر الله عز وجل لنا ما حدث بعد ذلك، إلا أنهم محضرون إلى عذاب الله يوم القيامة.

قال تعالى: {فَكَذَّبُوهُ فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات:١٢٧]، أما في الدنيا فابتلاهم الله عز وجل بأن ضيق عليهم أرزاقهم، وسلط بعضهم على بعض، وأما في الآخرة {فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ} [الصافات:١٢٧]، أي: إلى عذاب الله، وكلمة: (محضر) غالباً لا تأتي إلا في الشر، فمحضرون يعني: يساقون ويدعَّوْن إلى نار جهنم دعاً.

((فَإِنَّهُمْ لَمُحْضَرُونَ)) أي: إلى عذاب الله سبحانه تبارك وتعالى.

<<  <  ج:
ص:  >  >>