قي قوله تعالى:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ}[العنكبوت:٥١] قراءتان: قراءة الجمهور بكسر الهاء في (يكفهم) وقراءة رويس عن يعقوب (أولم يكفهُم) بضم الهاء فيها.
وفي (عَلَيْهِمْ) أيضاً قراءتان: قراءة الجمهور بكسر الهاء.
وقراءة حمزة ويعقوب (عليهُم) بضم الهاء.
قال سبحانه:{أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ يُتْلَى}[العنكبوت:٥١] أي: يتلى تلاوة مرتلة من النبي صلى الله عليه وسلم ولم يعهدوا مثل ذلك في كلامهم قط.
قال سبحانه:{إِنَّ فِي ذَلِكَ}[العنكبوت:٥١] أي: في هذا القرآن الذي جاء من عند رب العالمين، أو في هذا الإنزال من السماء، {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَرَحْمَةً وَذِكْرَى لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}[العنكبوت:٥١] أي: رحمة من رب العالمين أن أنزل هذا الكتاب العظيم الذي فيه الهدى للناس، والذي هو طريق إلى جنة رب العالمين.
{وَذِكْرَى}[العنكبوت:٥١] أي: تذكرة وتبصرة وعبرة لمن يؤمنون، وقد قال عز وجل لنبيه صلى الله عليه وسلم:{فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى}[الأعلى:٩]، وقال:{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}[الذاريات:٥٥]، فهو يذكر كل الناس ولكن لا ينتفع بها إلا من دخل الإيمان قلبه.
والقرآن الكريم نزل من عند رب العالمين رحمة وذكرى، فعندما يقرأ المؤمن هذا القرآن يستشعر رحمة رب العالمين سبحانه، ويستشعر جمال هذا القرآن، فيطمئن قلبه بذكر الله، قال تعالى:{أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ}[الرعد:٢٨].
يقرأ القرآن وله بكل حرف من القرآن يقرؤه عشر حسنات، فإذا قرأت (ألم) ألف بعشر حسنات، ولام بعشر حسنات، وميم بعشر حسنات.
وإذا قرأت سورة الإخلاص مرة واحدة كأنك قرأت ثلث القرآن، وإذا قرأتها ثلاث مرات كأنك قرأت القرآن كاملاً، ولو قرأتها عشر مرات يبنى لك بيت في الجنة رحمة من رب العالمين سبحانه بأشياء قليلة تفعلها وتقولها يكون لك الثواب العظيم، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.