والشيء الذي يجعل الناس يخافون من الوقوع في المعاصي هو ما في قلوبهم من الإيمان، فإذا لم يكن فيها إيمان فمهما ادعى الإنسان الحرية والمساواة والعدالة فهذا كذب كله، والعالم كله يتكلم عن العدالة وعن المساواة وعن الحرية وعن كذا وكذا، لغاية ما تعلو دولة من الدول، وفي النهاية تكون النتيجة بحسب ما يريدون، فيحتلون بلاد المسلمين لأنهم ضعاف مغلوبون منكوسون، أما الدولة القوية أمريكا فهي أعلى الدول، ومن حقها أن تفعل ما تشاء، فالمسلون ليس معهم قوة مثل قوتها من أجل أن يقولون لها: لا تفعلي كذا، فتتكلم أمريكا بمنطق فرعون وبمنطق الغابة: نحن الأقوى وصوتنا الأعلى نحن الذين نتكلم وغيرنا يسمع نحن الذين في أيدينا أن نؤدب من نشاء، وأي دولة أو رئيس دولة يمشي شمالاً أو يميناً فإننا نؤدبه ونسجنه ونبعث له القوات وغيرها!! فهم يكذبون وجنودهم يقتلون ويدنسون المصاحف، ولا أحد يقدر أن يمنعهم، فأين الحرية؟ وأين المساواة؟ وأين العدل؟ وأين الديمقراطية؟ فكل ما يدعونه كذب، فليس يحكمهم شيء من عند ربنا سبحانه وتعالى، فالذي يحكمهم هو قانون الغاب للأقوى، فيعملون ما يريدون، وغيرهم يمنع عن ذلك، فيصنعون القنبلة الذرية ويمنعون غيرهم، ومن أراد أن يصنعها فإنه يفتش ويعاقب ويحتل دياره وأرضه بدعوى أنه يصنع سلاح الدمار الشامل! أما هم فلا؛ لأنهم الأقوى فيفعلون ما يشاءون، فهذا منطق الغابة، الذي تفعله أمريكا وأوروبا وكل من يملك القوة.