يرجع المؤمنون مع النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة ويضعون أسلحتهم، فإذا بجبريل يأتي للنبي صلى الله عليه وسلم وعلى ثناياه النقع -أي على أسنانه الأمامية الغبار- فيقول للنبي صلى الله عليه وسلم: وضعتم سلاحكم؟ والله ما وضعت الملائكة أسلحتها.
ثم يأمره أن يتوجه إلى بني قريظة ويحاصرهم.
ويتوجه النبي صلى الله عليه وسلم إلى بني قريظة ويحاصرهم عشرين ليلة، حتى نزلوا على حكم سعد بن معاذ الأوسي الأنصاري رضي الله تبارك وتعالى عنه، فحكم فيهم بحكم الله تبارك وتعالى: أن تقتل مقاتلتهم وأن تسبى ذراريهم وأولادهم ونساؤهم، وأن تؤخذ أموالهم، فقتل من بني قريظة في هذا اليوم ما بين الستمائة إلى السبعمائة رجل.
وكانوا في غاية العناد، حتى إن سيدهم وهو كعب بن أسد دعاهم لخصلة من خصال ثلاث منها: أسلموا، فإنكم تعلمون أنه رسول، فيرفضون ذلك فإذا به يرفض معهم، فيقتل الجميع.
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل المقاتلة من الرجال، وقتلت امرأة واحدة فقط، وقد نهى النبي عن قتل النساء، وإنما قتلت هذه المرأة واسمها بنانة امرأة الحكم القرظي لأنها قتلت رجلاً من المسلمين بأن طرحت عليه رحى من فوق الحصن فقتلته عمداً وعدواناً، وهذا المسلم اسمه خلاد بن سويد، فأمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتلها لكونها قتلت مسلماً، ولم يقتل من النساء غيرها، ثم استحيوا النساء والذرية أي: الأطفال، فأبقوهم على الحياة.