قال الله سبحانه:{وَمَنْ لا يُجِبْ دَاعِي اللَّهِ فَلَيْسَ بِمُعْجِزٍ فِي الأَرْضِ}[الأحقاف:٣٢]، فالجن يخاطبون قومهم بأن الذي لا يستجيب لله فلا يستطيع أن يهرب منه لا في الأرض ولا في السماء.
وقوله:{وَلَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءُ}[الأحقاف:٣٢] أي: لا يجد من ينصره ويتولى الدفاع عنه ويتولى أمره من دون الله، بل هو في ضلال مبين وبعيد، فقد ابتعد كل البعد عن طريق الهداية، فهو في أعظم الضلال، وضل الإنسان بمعنى: تاه، فالذي لم يعرف ربه، ولم يستجيب له فقد تاه، وهذا التيه الذي هو فيه ضلال بيّن، فكل من ينظر إليه يعرف أنه ضال ضائع هالك، فهذا كذلك في ضلال مبين، كما قال الله تعالى:((أُوْلَئِكَ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ)).