[تفسير قوله تعالى:(وقالوا لجلودهم لم شهدتم علينا)]
قال الله عز وجل:{وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[فصلت:٢١]، وهذه المناقشة والعداوة تكون بين الإنسان الكافر والمنافق ونفسه، فيقول مخاطباً نفسه وأعضاءه، {لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ}[فصلت:٢١]، فقد جعل الجماد ينطق، وجعل الحيوان ينطق، وجعل كل شيء يشهد على نفسه وعلى غيره، أنطق كل شيء سبحانه وتعالى، {وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}[فصلت:٢١]، فأليس بقادر على أن يعيد الخلق مرة ثانية؟ بلى إنه على كل شيء قدير، {وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}[فصلت:٢١] أي: إليه المرجع يوم القيامة سبحانه.
وهذه قراءة الجمهور، وقرأها يعقوب (وَإِلَيْهِ ترْجِعُونَ) أي: أن العود إلى الله سبحانه والمرجع إليه.
والإنسان المؤمن يتفكر في هذا اليوم، الذي لا ينفعه فيه شيء إلا العمل الصالح الذي عمله في الدنيا، وفي الدنيا قد يلتمس الإنسان لنفسه الأعذار، فإذا جاء يوم القيامة لم تعذره نفسه، ونطقت عليه بما كان يصنع، لذلك العبد المؤمن عليه أن يعرف أنه مهما دافع عن نفسه وعن أعضائه في الدنيا فإنها ستشهد عليه يوم القيامة، فعليه أن يعمل في الدنيا العمل الصالح الذي ينتفع به يوم القيامة.
نسأل الله عز وجل أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.