قال تعالى:{إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}[محمد:٣٦] هذه هي الدنيا التي يذكرك الله عز وجل دائماً بها، ما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور، الإنسان الذي يغتر بالدنيا كم يعجب بنفسه وكم يغتر بها ويذهب منه هذا الذي يغتر به ويعجب به! كذلك الدنيا متاع يغتر بها أصحابها ولا تدوم لأحد أبداً.
{إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}[محمد:٣٦] المعنى: كم ترى من إنسان جاد في تحصيل هذه الدنيا، وفي النهاية ماذا سيعمل بهذه الأشياء؟ يتركها كلها كأنه كان يلعب، أخذت ما أكلت ما شربت ما نمت عليه أخذت حاجاتك وضرورياتك، والباقي ستتركه كأنك تلعب في أخذ هذا الباقي من الأشياء، فإذا كان الإنسان يجمع الدنيا ويضيع دينه يصير هذا من اللعب، أخذ أشياء لن تمكث معه، وترك الشيء الباقي الذي يدوم له! فضيع على نفسه أفضل الأشياء وأعظمها الدار الآخرة.
{إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ}[محمد:٣٦] فالذي يلعب ويلهو يفوته قطار الآخرة، كإنسان واقف على محطة ينتظر القطار، فشغل بأشياء هذا يبيع منه كذا، وهذا يعطيه كلمة حلوة، وهذا أصغى إليهم ونظر إليهم يضحك ويلعب، فمر القطار وتجاوزه، كذلك عمر الإنسان يضيعه في الضحك واللعب واللهو وأخذ الدنيا، وغداً أتوب وأصلي وحين يرتفع الراتب أذهب إلى الجامع، وأصير أدعو الله في كذا، وهكذا يوم وراء يوم حتى خرج من الدنيا كلها إلى حسابه وجزائه عند الله عز وجل! {إِنَّمَا الحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ}[محمد:٣٦].
نكتفي بهذا القدر، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.