[حديث في تفسير قوله تعالى:(أفمن شرح الله صدره للإسلام)]
سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذه الآية فقال:(إذا دخل النور القلب انشرح وانفتح، قالوا: وما علامة ذلك؟ قال: الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله).
والحديث إسناده ضعيف، ولكن المعنى صحيح، فالقرآن إذا دخل قلب الإنسان تذكر الآخرة فإذا بضيق الدنيا كله يزول عنه، وتنفسح له هذه الدنيا بنظره إلى الآخرة.
ويؤيد هذا المعنى ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم وصح عنه في قوله:(أكثروا ذكر هاذم اللذات) أي: الموت يهذم لذات الإنسان فأكثروا من ذكره، فإنه ما ذكر في ضيق إلا وسعه، ولا في سعة إلا ضيقها.
والإنسان إذا ضاقت به كروب الدنيا وما ينزل عليه من مصائب ويبتلى فيها من أحداث وتذكر هذه الأشياء تضايق، فإذا نظر أن هناك موتاً بعد ذلك استراح؛ لأنه يخرج من هذه الدنيا وما فيها من كروب واستراح عند الله لو أنه صبر على ذلك.
وذكر الموت يوسع عليه حاله فإن الدنيا ومصائبها لا تدومان لأحد، ونهاية ذلك موت، فإذا صبرنا في الدنيا وجدنا الفرج والفسحة عند الله سبحانه تبارك وتعالى.
فذكر الموت يطمئن الإنسان وحين يقرأ كتاب الله سبحانه فيذكر الدار الآخرة ينشرح وينفسح الصدر وينيب إلى دار الآخرة وهي دار الخلود، ويتجافى عن دار الدنيا وهي دار الغرور، ويستعد للموت قبل نزوله.
وما ذكر الموت في سعة إلا ضيقها، والإنسان يفرح بنفسه لأنه في صحة وعافية وعنده مال كثير وهو في سعة وغبطة، فعندما يتذكر الموت وأنه سوف يترك كل هذه الأشياء، لا يتوسع زيادة عن اللزوم في هذه الأشياء لأنه سيتركها، فلمن يجمع هذا المال ويثمره؟ والإنسان لم ينه عن جمع المال فما نهانا ربنا عن ذلك، ولكن المنهي عنه هو الانشغال عن الدار الآخرة، فهو يجمع من الدنيا المليون وراء الثاني والثالث فماذا يعمل به؟ ويترك المال للورثة ويجازى عليه، فيجب عليه أن يقف مع نفسه وقفة ليحاسبها، فالموت يضيق عليه أمره، ويجب عليه أن يلوم نفسه في هذه الدنيا حتى لا يفرط فيها فتضيع يوم القيامة.