قال تعالى:{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج:٧٤] فالله هو القوي العزيز القاهر فوق عباده، ومع ذلك لم يعطوه حقه من العبادة الحقيقية، فقد يذكر الله سبحانه أحدهم ولا يستحضر عظمته، ويقسم بالله وهو كاذب في قسمه، ولو استحضر عظمته لم يقسم به، فإن أقسم كان باراً صادقاً فيما يقول.
ومعنى قوله تعالى:{مَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ}[الحج:٧٤] أي: ما عظموا الله حق تعظيمه حيث جعلوا هذه الأصنام شركاء له.
والعجب من هؤلاء حين يعبد أحدهم هذه الأصنام ويسأل: كم آلهة تعبد؟ يقول: سبعة: ستة في الأرض، وواحد في السماء! فقد سأل النبي صلى الله عليه وسلم حصيناً والد عمران بن حصين فقال:(من الذي لرغبتك ورهبتك قال: الذي في السماء).
إذاً: عرفوا أن الذي في السماء هو الذي ينفعهم، وهو الذي يضرهم، وهو الذي يملك لهم كل شيء، ومع ذلك عبدوا غيره، وأوحت لهم الشياطين أنكم إنما تعبدونها لتقربكم إلى الله زلفى، وقد أمر الله عز وجل عباده بعبادته وحده، ونهاهم أن يشركوا به شيئاً، ومع ذلك أصروا على الشرك بالله سبحانه وتعالى.
قال تعالى:{إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ}[الحج:٧٤] أي: إن الله قوي عزيز لا يمانع، يمنع ما يشاء، ويعطي ما يشاء.