[تفسير قوله تعالى:(ألم تعلم أن الله يعلم ما في السماء والأرض)]
قال الله عز وجل:{أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَاب إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحج:٧٠] كأنه سبحانه يقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إنك قد علمت ذلك، على وجه الاستفهام التقريري (ألم تعلم؟) فيقول له وللمؤمنين بالتبع: اعلموا أن الله يعلم ما في السماء والأرض، واستيقنوا ذلك فقد علمه سبحانه وكتبه عنده في كتاب.
فكل ما هو كائن إلى يوم القيامة مكتوب عند الله عز وجل لا يبدل ولا يمحى.
قال تعالى:{إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحج:٧٠] أي: أن الله عز وجل كتب ذلك في الكتاب، ويسير عليه أن يعلم كل شيء، إنما هو صعب على الإنسان أن يعلم أشياء من أجل أنه يحفظ هذا، ويحفظ هذا، ويكتب ويقيد من أجل أن يحفظ، لكن الله عز وجل لا يحتاج إلى كتاب، ولا إلى اللوح، ولا إلى القلم.
إنما يبين سبحانه وتعالى أنه على كل شيء قدير، فخلق قلماً، وأمره أن يكتب كل ما يريده الله عز وجل فكتبه، وجعل لوحاً حفظ فيه كل ما شاء الله سبحانه تبارك وتعالى.
وهذا إعجاز من الله عز وجل أن يخلق قلماً فيكتب، وأي لوح هذا الذي يستوعب كل شيء من وقت ما خلق الخلق إلى أن تقوم القيامة؟! فمهما تعجب الإنسان من ذلك فهو على الله يسير.
فإن كان ذلك على الله يسيراً فلم لا تعبدون الله؟ ولم تتركونه إلى غيره ممن لا يستطيعون أن يخلقوا؟ قال سبحانه:{أَفَمَنْ يَخْلُقُ كَمَنْ لا يَخْلُقُ أَفَلا تَذَكَّرُونَ}[النحل:١٧].