قال الله تعالى:{فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا يَوْمَهُمُ الَّذِي يُوعَدُونَ}[الزخرف:٨٣].
قوله:((فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا)) أي: دع هؤلاء في خوضهم ولعبهم، وليس المعنى أنه ينهاه أن يدعوهم لا، ولكن ادع هؤلاء فإذا أبوا إلا ما هم فيه فاتركهم، وهو تهديد لهؤلاء، كقوله:(اعملوا ما شئتم) وهذا ليس أمراً بالمنكر أو الإذن بفعله، بل هو للتهديد، أي: اعمل الذي تقدر عليه، ستنظر النتيجة ماذا تكون، فكذلك هنا:((فَذَرْهُمْ يَخُوضُوا وَيَلْعَبُوا حَتَّى يُلاقُوا)) أي: حتى يأتي يوم القيامة الذي يلاقون فيه ما كانوا ينكرونه من عذاب الله سبحانه.
وقرأ ابن القعقاع:(حتى يلقوا يومهم الذي يوعدون).
إن وعد الله حق، وقد وعدهم الله عز وجل أن يوم القيامة يوم حساب ويوم جزاء، يوم يرى كل إنسان فيه صحيفته، يوم يرى ما عمل محضراً، عملت كذا وعملت كذا وعملت كذا ويحاسب عليه، فإما إلى الجنة وإما إلى النار، فذر هؤلاء في خوضهم وفي كلامهم الباطل الذي يقولونه، وفي أفعالهم القبيحة، فإذا جاءوا يوم القيامة عرفوا أنهم ضيعوا أوقاتهم وأعمارهم، في لعب ولهو وغفلة، فابتعدوا عن الله وكادوا لدين الله، فسيلقون يومهم الذي يوعدون.