[تفسير قوله تعالى:(إذ تلقونه بألسنتكم وتقولون بأفواهكم ما ليس لكم به علم)]
قال تعالى:{إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ}[النور:١٥] أي: تتلقونه من لسان إلى لسان فتتكلمون به، {وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ}[النور:١٥] كأن الكلمة كلمة عظيمة وخطيرة وشنيعة تملأ الفم، فتكلموا بأفواههم.
قال تعالى:{مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}[النور:١٥]، وربنا سبحانه قد حذرنا من ذلك فقال:{وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُوْلَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء:٣٦]، فالإنسان مسئول عن سمعه ماذا يسمع به، وماذا ينصت إليه، ومسئول عن بصره ما الذي ينظر إليه ويبصره، ومسئول عن قلبه ما الذي يكنه فيه وينويه ويضمره.
فقال سبحانه:{وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُمْ مَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ}[النور:١٥] فالذم هنا لمن يتكلم فيما لا يفقهه ولا يفهمه وليس له به علم.
وفي قوله تعالى:{وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا}[النور:١٥] تحسبون ذلك هيناً في أنفسكم وفي نظركم وهو عند الله سبحانه شيء عظيم فظيع.