ذكرنا في الدروس السابقة كيف أن الله سبحانه وتعالى أمر نبيه صلوات الله وسلامه عليه أن يخير أزواجه لما نظرن إلى شيء من الدنيا، وطلبن زيادة النفقة، وقد رأينا أن الله سبحانه قد فتح للنبي صلى الله عليه وسلم شيئاً من الفتوح، وأغنمه أرضاً ودياراً وسبياً، فطلبن من النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في النفقة، فالنبي صلى الله عليه وسلم لم تكن عادته ذلك، إنما كان ينفق على المسلمين، ويعطي نساءه عليه الصلاة والسلام ما يحتجن إليه من النفقة، أما أكثر من ذلك واستمتاع بالدنيا فما كان يفعل ذلك عليه الصلاة والسلام.
وقد كرم الله عز وجل نبيه صلى الله عليه وسلم فصرفه عن الدنيا فلم يكن صلوات الله وسلامه عليه يدخر مالاً لأهله إلا ما يكون من نفقة واجبة عليه.
فنساء النبي صلى الله عليه وسلم ظنت كل واحدة منهن أن الله قد فتح الفتوح، فمن حقها أن تطلب من النبي صلى الله عليه وسلم زيادة في النفقة، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك وقد سألنه وألححن عليه، فغضب النبي صلى الله عليه وسلم، وغضب الله لغضب نبيه صلى الله عليه وسلم وأنزل الآيات يخير نساء النبي صلى الله عليه وسلم.
قال تعالى:{إِنْ كُنْتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ}[الأحزاب:٢٨] أي: نعطيكن من الذي تردنه من المتاع ومن المال.
وقوله تعالى:{وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا}[الأحزاب:٢٨] أي: يطلقكن النبي صلوات الله وسلامه عليه، فعلى هذا الوضع لا تصلحن للمعيشة مع النبي صلى الله عليه وسلم، لأن امرأة النبي لا بد أن تكون قانتةً لله سبحانه وتعالى، وراضية بقضاء الله وقدره، وبالمعيشة التي يعيشها النبي صلوات الله وسلامه عليه، وهذه سنة الله مع أنبيائه عليهم الصلاة والسلام.