[تفسير قوله تعالى:(حتى إذا جاءنا قال يا ليت بيني وبينك بعد المشرقين فبئس القرين)]
قال الله تعالى:{حَتَّى إِذَا جَاءَنَا قَالَ يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ فَبِئْسَ الْقَرِينُ}[الزخرف:٣٨] هنا قراءتان في قوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَنَا}[الزخرف:٣٨] وهذه قراءة الجمهور، أما نافع وأبو جعفر وابن كثير وابن عامر وشعبة عن عاصم فقرءوا:(حتى إذا جاءانا) الاثنان: الشيطان والمعرض عن ذكر الله سبحانه وتعالى سيأتيان يوم القيامة قد وثق أحدهما في الآخر للحساب والجزاء، فيقول هذا الإنسان لهذا الشيطان:{يَا لَيْتَ بَيْنِي وَبَيْنَكَ بُعْدَ الْمَشْرِقَيْنِ}[الزخرف:٣٨] أي: يا ليتني ما عرفتك، يا ليتك كنت في المشرق وأنا في المغرب أو العكس من ذلك، {فَبِئْسَ الْقَرِينُ}[الزخرف:٣٨] أي: أنت بئس القرين، وبئس من كان معي في الدنيا في الآخرة؛ لأنك أغويتني في الدنيا، والآن أنا محشور معك في النار.